الكاتب الصحفي كرم من الله السيد
الكاتب الصحفي كرم من الله السيد


«طابا ورصاصات الدبلوماسية والعلامة رقم 91».. رسالة كرم من الله من أرض الفيروز

كرم من الله السيد

الثلاثاء، 22 مارس 2022 - 01:06 ص

صوت دافئ على القلب .. لم يكن هذا صوت أم أو  أب حنون بل كان صوت محرك الطائرة التي أقلتني إلى أرض طابا ..هكذا شعر قلبي به .. ولما لا ..؟ فقلبي ذاهب إلى قطعة منه كانت منتزعة من عدو غاشم  وهي أرض طابا


ضغط عقلي علي زر آلة الزمن، فأدخلني فجأة إلى عام 1981 عام مولدي ومولد الأزمة التي افتعلتها إسرائيل بادعائها زورا وبهتانا بأحقيتها في أرض طابا.


أزيز الطائرة 

لم يكن أزيز الطائرة إلا تذكير لي بأزيز رجال مصر الدبلوماسين هكذا تخيلته عندما سمعوا بأزمة طابا خلية من الرجال المخلصين تحركو في وقت واحد وشكلوا خلية نحل وأصدرو أزيزا من النقاشات التي يملؤها اليقين بالنصر.. ففور علم مصر بهذه الجريمة في حق الوطن أسرع الفريق المصري  بتقديم أسانيد ووثائق تؤكد حق مصر التاريخي في منطقه طابا، تمتد من عام 1274، وأيضاً مجموعه من الأسانيد والوثائق التاريخية من المندوب السامي البريطاني إلى الخارجية المصرية، والمخابرات المصرية عام 1914 وتقارير مصلحه الحدود في عام 1931 ، تحرك له أزيز وطني يشبه حقاً أزيز الطائرة .

 

جبال طابة تخرج لسانها للعدو كل صباح 

طلت رؤوس جبال طابة بعد ساعة وأربعين دقيقة بالضبط تحرك بالطائرة، من نافذة الطائرة رأيت جبال طابا تسخر كل صباح من كذب العدو بل سرح خيالي حتي ظننت أن جبال طابا تخرج لسانها كل يوم للعدو، وتقف ليل نهار بصدرها الشاهق في وجوههم ، فخر تملك جسدي ورفع هامتي كجبال طابا.

 

صوت الدكتور مفيد شهاب في أذني

هبطت الطائرة ومع أول موضع لقدمي وكأني سمعت صوت المقاتل الدبلوماسي الاستاذ للدكتور مفيد شهاب عضو هيئة الدفاع عن طابا وأحد جنود المعركة القانونية يحكي لي ويقول: "بدأت قضيه طابا عقب توقيع معاهده السلام بين مصر وإسرائيل في 1979، والتي نصت على سحب إسرائيل لكامل قواتها من شبه جزيرة سيناء في موعد غايته 25 ابريل 1982، بيد أن إسرائيل أثارت أزمة منذ ديسمبر 1981 من خلال الادعاء بمواقع غير صحيحة للعلامة رقم 91 في محاولة لضم منطقة طابا إلى إقليمها، وإزاء إصرار إسرائيل علي موقفها تم البحث عن حل مقبول يسمح بانجاز الانسحاب الإسرائيلي في الموعد المحدد، مع البحث عن وسيلة مقبولة لحل الخلافات القائمة حول العلامات المعلقة دون حسم".


وبحكمة وبوقار استكمل الدكتور مفيد شهاب حديثه  في أذن التاريخ قائلاً: "وفي إطار حرص القيادة المصرية علي إتمام الانسحاب الإسرائيلي من شبه جزيرة سيناء وقعت الدولتان اتفاقاً في 25 أبريل 1982 استهدف وضع النزاع في إطار محدد لتسويته بإحدى وسائل تسوية المنازعات الدولية عن طريق التفاوض أو التوافق أو التحكيم التي حددتها المادة السابعة من معاهدة السلام".


زدني

هكذا قلت للدكتور مفيد شهاب زدني .. فزادني وقال: "وفي يوم 11 سبتمبر 1986، وقعت مشارطة التحكيم بين مصر وإسرائيل وأُحيل النزاع إلى هيئة تحكيم دولية تشكلت من خمسة محكمين، ومنذ تشكيل هيئة التحكيم في سبتمبر عام 1986 وحتى 29 سبتمبر 1988، قدم الفريق المصري أسانيد ووثائق تؤكد حق مصر التاريخي في منطقه طابا، تمتد من عام 1274، وأيضاً مجموعه من الأسانيد والوثائق التاريخية من المندوب السامي البريطاني إلى الخارجية المصرية، والمخابرات المصرية عام 1914 وتقارير مصلحه الحدود في عام 1931 وأخرى، إلى أن أسدل الستار في 29 سبتمبر 1988 بإصدار هيئة التحكيم حكمها التاريخي في جلسة علنية عقدت في قاعة المجلس الكبير بالمقر الرسمي لحكومة مقاطعة جنيف في حضور وكيلي الحكومتين، وأعضاء هيئة الدفاع لكلا الجانبين معلنة عودة طابا إلى أحضان الوطن المصري، و رُفع علم مصر عليها في 19 مارس 1989".


الذهاب إلى النصف الثاني من طابا بين الوديان 

انطلق الباص بيننا بين وديان طابا كما السيل يسبقه قلبي نحو آخر شبر من أرض سيناء المباركة والمحررة وهناك رصدت بقلمي المكسور ما سأرويه لكم في الحلقة القادمة بعنوان " أنياب الدبلوماسية المصرية وسر التفاوض الصامت".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة